==================================
فى هذا المقال نذكر طائفة ، من أذكار العاشقين والأولياء والعارفين العظماء ،،،
كما نذكر مجموعة من الرياضات الروحية ،
وقد نقلنا هذا من كتاب ( الجواهر الخمس ،، للشيخ : العطار ،، الجزء الثانى )
ومن أراد المزيد ، فليرجع إلى هذا المصدر ،،،
ولم ننقل عن ( العطار )
نقلا حرفيا ،،
بل نعرض ماقاله ، بما يناسب العقلية المعاصرة ،،،،
===========================================
*** أولا ***
مع أذكار العاشقين والعارفين
==========================================
إشارات وبداية ،،،
الذكر يؤتى ثماره ، وتشرق أنوار المحبوب ، فى روح الذاكر ، بالمداومة والإستمرار ،
والإستغراق فى نور المذكور ؛؛
ومن الممكن أن ينتقل * المحب *
من ذكر الى ذكر آخر ،
حسب أحواله ومقامه ، فى مراقى العشق والمحبة ،
وأكمل فترة لحصول تجليات الذكر
( أربعين يوما )
إما فى خلوة تامة ، بشروطها ،،
وإما فى جلسات ( بعد صلاة الفجر : الضحى )
ومن بعد صلاة العصر : غروب الشمس ،،، وفى وقت السحر ،،
* قبل الفجر بساعتين *
والشرط : المداومة والإستمرار .
============================================
1 -
الذكر الذى أخذه ( مولانا : جلال الدين الرومى )
من القطب : شمس الدين التبريزى ؛؛
============================================
هذا الذكر ،، يعتمد على النطق باللسان ( فى اللغة السريانية )
ثم تصور معنى الأسماء السريانية ، باللغة العربية ؛؛؛
قال شمس الدين التبريزى ، لجلال الدين الرومى : نظرت يوما على العرش ، فرأيت طيرا خافضا رأسه ،
يذكر الله تعالى ، فحصل لى بذكره ذوقا وشوقا ،
فاشتغلت بهذا الذكر ، فظهر لى ، بأنه من أسماء الله الحسنى ،،،
وهو هذا :
يبدأ الذكر من الجهة اليسرى ( لأنها جهة الروح )
متجها برأسه إلى الجهة اليمنى ،،
وقائلا : حقم ، حققم ، حققيقى ، ،،،
وقائلا : حقم ، حققم ، حققيقى ، ،،،
ويتصور بقلبه ( يارحمن ، يارحيم ، يارفيع )
** ثم يعود برأسه ، من الجهة اليمنى ، متجها الى الجهة اليسرى ،،
وقائلا : بقم ، بققم ، بققيقى ؛؛؛؛
ومتصورا بقلبه ( يابديع ، ياباعث ، يابدوح )
*** ثم يخفض رأسه إلى الأمام ،
قائلا : جقم ، جققم ، جققيقى ؛؛؛؛
ومتصورا بقلبه ( ياقدوس ، ياسبوح ، ياسبحان )
========================================
2 -
الذكر الخاص بالقطب :
وجيه الدين العلوى
الذكر الخاص بالقطب :
وجيه الدين العلوى
===========================================
هذا الإسم ( وجيه الدين العلوى )
هو إسم الشهرة ،،
للقطب : محمد العتريس ،،
أخو سيدى : * إبراهيم الدسوقى *
هو إسم الشهرة ،،
للقطب : محمد العتريس ،،
أخو سيدى : * إبراهيم الدسوقى *
وللشيخ : وجيه الدين ؛؛
مقاما فى ( القاهرة ) قريبا من مقام ( السيدة : زينب أم هاشم ، عليهم السلام والرضوان أجمعين )
وهذه صورة مقام :
القطب ** وجيه الدين **
مقاما فى ( القاهرة ) قريبا من مقام ( السيدة : زينب أم هاشم ، عليهم السلام والرضوان أجمعين )
وهذه صورة مقام :
القطب ** وجيه الدين **
وقال فى شانه ، ** الإمام : العطار ،، فى الجواهر الخمس * ج 2 ص 355 :
( ... الشيخ العارف بالله ، سلطان الصوفية ،
صاحب الشريعة والطريقة والحقيقة ، والمعرفة والدين ،
أستاذ الأنام المفتخرين ،
سراج الملة والدين ، الشيخ : وجيه العلوى .. )
*** طريقته فى الذكر ***
=================================
* يجعل يده اليسرى ، مثل البوق ويضعها على فمه ،،
ثم يقل بلسانه : هو هو هو هو هو ،، متواصلا بلا إنقطاع ،
وبلا إنفصال ،،
** ثم يضرب بيده اليمنى ،
على صدره ، متصورا فى قلبه
( الله )بدون أن ينطق هذا بلسانه ؛؛؛؛
وفوائد هذا الذكر ،،،
أنه يورث الفناء والبقاء معا ، فيصبح ** العاشق ** فانيا عن الأكوان كلها ،
وباقيا بمعشوقه ،،،
وهذا الذكر ، مع كونه يورث السكر بالمعشوق ، فهو يورث أيضا الصحو والبقاء .
========================================
3 -
الذكر الخاص بالإنسان الكامل
==========================================
إن جميع العاشقين فى درجات الكمال ، ولكل درجته ومشربه ونوره ،،،
وقد أشار ** العطار ،، فى الجواهر الخمس ج2 ص 386 ،،
إلى القول بأن الإنسان الكامل ،
يديم ويسغرق ، فى تصوره لإسم الذات ( الله )
ويتفكر فيه ، حتى يفنى عن نفسه ، ولايبقى المتفكر ، ولا الفكر ،،،،
فيعاين الإسم والمسمى ،
بعين البصيرة ،،،
قلنا : هذا الإتجاه ، ذكره ** الإمام : الغزالى ،، فى كتابه * المنقذ من الضلال * مفصلا ،،
لمن أراد المزيد ،،،
وهذا الإتجاه ، أشار إليه ( شهيد المحبة ، الحلاج ، فى ديوانه ص37 ) ،،،،،
حيث يقول :
رأيت ربى ، بعين قلبى *
فقلت : من أنت ؟ قال : أنت
فليس للأين ، منك أين *
وليس أين ، بحيث أنت
أنت الذى حزت كل أين *
بنحو لاأين ، فأين أنت ؟؟
وليس للوهم ، منك وهم *
فيعلم الوهم ، اين أنت
وجزت حد الدنو ، حتى *
لم يعلم الأين ، أين أنت
******************************
ففى بقائى ، ولابقائى *
وفى فنائى ، وجدت أنت
فى محو إسمى ، ورسم جسمى *
سألت عنى ، فقلت : أنت
أشار سرى إليك حتى *
فنيت عنى ، ودمت أنت
وغاب عنى ، حفيظ قلبى *
عرفت سرى ، فأين أنت ؟؟
أنت حياتى ، وسر قلبى *
فحيثما كنت ، كنت أنت
أحطت علما ، بكل شيىء *
فكل شيىء أراه أنت
فمر بالعفو ياإلاهى *
فليس أرجو ، سواك أنت
=======================================
===============================================
4 -
الذكر الخاص ، بشهيد المحبة ** الحلاج **
=======================================
هذا الذكر لحصول تجليات الذات الأحدية ،
وترقى الدرجات فى القرب من الحضرة المقدسة ؛؛؛
وطريقته كالآتى :
* يجلس جلسة التشهد - كما فى الصلاة
- ويأخذ لفظ الجلالة ( الله )
فيحذف الألف واللام من أول اللفظ ،، فيبقى 3 حروف ،،
لأن لفظ ( الله ) هو خمسة أحرف ،،
حيث توجد الألف المنطوقة ،
بعد اللام الثانية ،،،
يكون معه ( 3 أحرف وهى : اللام ، والألف والهاء )
فيضم الهاء بقوة ،، فنشأ واو ، فتصير هو ،،،،
*** وهنا يصبح معه
( أربعة أحرف وهى : لا هو )
*** وعند الذكر ***
يلاحظ الحرف المفتوح ،
ينطقه باللسان ،،، متجها برأسه ، من اليسار إلى اليمين ،،
قائلا : لا ،،،،
والمضموم : ( هو ) يتصوره بقلبه ، ولاينطقه باللسان ،،،
بل يجعل اللسان ملتصقا بأعلى الحلق ،، حتى لايتحرك ؛؛؛
وهذا الذكر يحتوى على أسرار رائعة ،
***والمعنى :
***أنه سبحانه ، فى الحقيقة ،
على خلاف مايظن الخلق ،،،
ولكن رحمة منه ، تقرب إلى عباده فعرفهم بنفسه ،
على قدر عقولهم ؛؛؛؛؛
وفى هذا الذكر أيضا ،
** نلاحظ : بأن ماظهر فى الوجود ،
من جمال الله ، وكماله ورحمته ، وإبداعه ،،
كل هذا لايعادل ذرة ، من محيط أنواره ،
فكمالات الله ليس لها نهاية ،،،،
*** وفى قول الحلاج : ( لاهو )
معنى آخر ،،
فالوجود ليس هو الله ،
وما يدور فى العقول والأوهام ،
لايدل على حقيقة الذات المقدسة ،،، لأن الله ** ليس كمثله شيىء **
==========================================
( صورة القطب الصمدانى :
عبد القادر الجيلانى )
====================================================
5 **
*** الذكر الخاص ، بسيدى :
عبد القادر الجيلانى **
============================================
*** ها ، هو ، حى ***
يبدأ من جهة اليسار ،
محركا وجهه فى إتجاه الكتف الأيمن ،، وقائلا بلسانه : ها ،،،
ثم يرجع برأسه ، من اليمين إلى اليسار ،
وقائلا بلسانه : هو ،،،،
ثم يخفض رأسه ، وينطق بروحه بقوة - بدون تحريك اللسان ،،
وضاربا بالقول فى نفسه ،،
قائلا بالروح : حى ،،،
وهكذا متواليا ومستمرا ،،،،
ملحوظة : لفظ ( ها ) إشارة إلى سر الروح ،،،،،،،،،،،،،،
========================================================
6 -
** الذكر الخاص بالشيخ :
نصير الدين الطوسى
============================================
وقد أطلق عليه ( الإمام : العطار ،، فى الجواهر الخمس إسم ( محمود نصر الدين مراغ ) ،،
وهو من أشهر الحكماء ، والفقهاء ، وعلماء الفلك والرياضيات ،
والفلسفة والمنطق ،والموسيقى ،
وله مؤلفات متعددة ،،،
وله أيضا أشعار فى محبة آل بيت النبى ( صلى الله عليه وآله وسلم )
ومن ذلك قوله :
لو أنّ عبداً أتى بالصالحاتِ غداً **
وودّ كلّ نبيٍّ مرسلٍ وولي
وصام ما صام صوّاماً بلا ضجر **
وقام ما قام قوّاماً بلا ملل
وحجّ ما حجّ من فرضٍ ومن سنن **
وطاف بالبيت حافٍ غير منتعل
وطار في الجوّ لا يأوي إلى أحدٍ **
وغاص في البحر مأموناً من البلل
يكسو اليتامى من الديباج كلّهم **
ويُطعم الجائعين البرّ بالعسل
وعاش في الناس آلافاً مؤلّفةً **
عارٍ من الذنب معصوماً من الزلل
ما كان في الحشر عند الله مُنتفعاً **
إلّا بحبّ أمير المؤمنين علي ؛؛؛
================================
( صورة الشيخ الفلكى الفيلسوف : نصير الدين الطوسى )
===============================================
** طريقته فى الذكر :
==============================================
قال * العطار * :
( ... أخذ هذا الذكر ، من رجال الغيب .... )
** يجلس جلسة التشهد ، كما فى الصلاة ، ثم يدور رأسه ، متجها من الكتف الأيسر ،،
وقائلا : لاإله ،،،،،
حتى يصل برأسه إلى الكتف الأيمن ،،،
*** ثم يلصق ذقنه ، بعظم أعلى الصدر ، من الجانب الأيسر ، ويجعل لسانه ملتصقا بأعلى الفم ،
فلا ينطق بلسانه ،
بل ينطق بروحه ،،،
ضاربا فى نفسه ،،
وقائلا بالروح : إلا الله ،،،،
ويستمر متواصلا ، بلا إنقطاع ،،،،
============================================
7 -
**** الذكر الخاص بالشيخ ****
بديع الدين الطيفورى
==============================================
تهدف هذه الرياضة الروحية ،
إلى تحقيق الفناء ،
والخروج من ورطة ( الأنا ) ،،،
وتحقيق مقام : *** موتوا قبل أن تموتوا ***
قال ( الإمام : العطار ، فى الجواهر الخمس ج2 ص 499 ) :
( ... العدم هو مرآة الوجود المطلق ، فيظهر من العدم ، عكس طلعة الحق .......
ثم أضاف قائلا :
( .... ذات السالك هى ذات الحق ، ووصفه وصفه ، وصورته صورته ، وأفعاله أفعاله .... )
وهكذا يفنى * العاشق * فى معشوقه * فيفنى فى أفعال المعشوق ،
وأوصافه ،،،
ثم يفنى فى ذات المعشوق ،،،
==========================================
** خطوات هذه الرياضة الروحية **
==========================================
ينظر إلى نفسه ، ويتصور أنه مجتمع من خمسة أشياء وهى : ( نار ، تراب ، هواء ، ماء ، روح )
وهذه العناصر الخمسة ،
تعد مثل المقدمة ، للدخول الى رياضة أخرى ،،
وهى الخاصة بمعرفة حقيقة المبدأ والمعاد ،،،
وهى تتكون من العناصر السبعة الآتية :
( نار ، تراب ، هواء ، ماء ، نور ، سر ، حق )
** يغمض عينيه ، ويتصور بأن جميع العالم ، عبارة عن كرة من النار ، حتى يوقن بذلك ،،،
ثم يفتح عينيه وينظر الى العالم ،ويتصور بأن جميع المخلوقات ، كلها فى الحقيقة ، عبارة عن كرة من النار ؛؛؛؛
*** ثم يغمض عينيه ، ويتصور بأن الوجود كله ، عبارة عن كرة من التراب ،
حتى يوقن بذلك التصور ،،،،
ثم يفتح عينيه ويتصور بأن جميع المخلوقات ، عبارة عن كرة من التراب ،،،،
**** وهكذا يفعل مع كل عنصر ، من العناصر السبعة ؛؛؛؛؛؛
=========================================
8 -
**** ذكر القلب ****
========================================
يقول * العطار ، فى الجواهر الخمس ج2 ص 381 ،،،، :
( .... القلب دائما يذكر ، قائلا : يافرد ، ياوتر ، ياصمد ،،
سواء توجه الذاكر ، أم لا ،،،
فإذا اشتغل الإنسان بالذكر ،
تحلى بأنوار الذكر ،
ووصل إلى حقيقة التوحيد ،
حتى يصل إلى حق اليقين ..... )
========================================
****طريقة ذكر القلب ***
===========================================
** يحبس النفس ، فلا يأخذ الشهيق ، ويجعل اللسان ، أعلى الحنك من الداخل ، فلا ينطق بلسانه ،،،
ويسحب معدته إلى أعلى - قريبا من منطقة الصدر ،،
حسب الإمكان ،،،،
متصورا بقلبه وروحه ،
إسم الذات ( الله ) .
*** ثم يترك المعدة ، تعود إلى مكانها ، محركا القلب ،،
ومتصورا إسم ( الله )
وهكذا يكرر متواصلا ، بلا إنقطاع ،،،، وهذه الرياضة ،،
تعتمد على التصور ،،،
==================================================
9 -
****ذكر الروح ****
==================================================
وهو يجمع بين الذكر باللسان ، والتصور ( الذكر بالروح )
** يبدأ بالجلوس ، جلسة التشهد ،
ثم يحرك رأسه ، من جهة اليسار ،، إلى اليمين ،،،
قائلا : هو الأول .
** ثم يرجع برأسه ، من اليمين إلى اليسار ،
قائلا : هو الآخر .
*** ثم يخفض رأسه ،،
قائلا : هو الظاهر .
**** ثم ينطق بروحه بقوة -
بدون تحريك اللسان ،
ضاربا بالقول فى نفسه ،
وقائلا بروحه : هو الباطن ،،،،
ويستمر متواليا ؛؛؛؛؛
============================================
10 -
*** رياضة ذكر السر ***
=============================================
السر : أرقى من الروح
لأنه عبارة عن الصفات الربانية ، الكامنة فى جوهر الإنسان ،،،،،،
وهذا النوع من الذكر ،
هو من أذكار العاشقين ،
فالعاشق مطالب بأن يكتشف هذا السر ، ويعيش حياته وفق هذا السر ،،،
**** يفتح عينيه ولايغمضهما ، ويحرك رأسه ، من أعلى إلى أسفل ،
قائلا بلسانه : ياشاهد
*** ثم يغمض العينين هنا ،
ويقل بروحه - ولايحرك لسانه ،،
بل يقل بالروح : ياشهيد
ويتصور بأنه هو عينه بعينه ،
ويلازم هذا التصور ،
حتى يصل إلى الفناء ، فى أنوار الذات المقدسة ؛؛؛
وسوف نواصل ،
بإذن الله فى لقاء قادم ،،
ولكم تحياتى ،،،
=====================================================