الخميس، 26 يناير 2017

المقال رقم 12 * مع القاعدة التاسعة * لافرق بين الشرق والغرب ، والجنوب والشمال


يقول * شمس الدين التبريزى :
 تقول القاعدة :
( لايوجد فرق كبير ، بين الشرق والغرب، والجنوب والشمال ،
 فمهما كانت وجهتك ،
 يجب أن تجعل الرحلة التى تقوم بها فى داخلك ،
  فإذا سافرت فى داخلك ،فسيكون بوسعك ، إجتياز العالم الشاسع ،
 وما وراءه ) ؛
============================
ودائما فى بداية مقالاتى ،
 أضع روابط  مواقعى *
 تحدثا بنعمة الله *
  ( لى أكبر موقع عالمى ،
 متخصص فى أسرار الأحجار الكريمة  الروحاينة )
 طالع فى موقعنا ( 24 مقالا فى أسرار  الأحجار الكريمة )
 على الرابط التالى : 
http://magd506200.blogspot.com.eg/2016/12/blog-post.html
===============================
 وبفضل الله وإحسانه *
 لى أكثر من ( 14 موقعا إسلاميا  وعالميا )
 وجميع مواقعى على الرابط التالى :
http://magd79.blogspot.com.eg/2016/12/14.html
=============================
وندخل الآن ،
 لشرح القاعدة التاسعة السابقة :
 أولا :
  يقول الله عز وعلا :
 ( وَلِلَّـهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ، فَأَيْنَمَا  تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّـهِ ، إِنَّ اللَّـهَ واسع عَلِيمٌ ﴿١١٥﴾ 
؛؛؛؛ الآية من سورة البقرة ؛؛؛
---------------------------------
 فالمراد بقوله : وجه الله ،،،
 هو تجلى أحديته ، فى كل إتجاه ، وفى كل مخلوق ، وهو السر السارى ،
فى روح المخلوقات كلها ،،،، 
وليس هذا السر ، هو الذات *  
 لأن الذات المقدسة ، 
لايمكن إدراكها ، فهى فى غيب الغيب ،
كما أنها فى ظهور الظهور ،
 فلا حلول ولاإتحاد ، 
ولافصل ولاوصل ،،،،
---------------------------
والمحب عندما يبدأ رحلته المقدسة ، 
فى العشق ، فإنما يشاهد بروحه 
وقلبه، تجليات * المحبوب * 
  فيرى محبوبه فى جميع الجهات ، 
متجليا بجماله الأقدس .
-----------------------
والذات الأحدية باطنه ، فى جوهر الجمال الأحدى ،،،
 ويجب على * المحب *
 أن يتصور بروحه ،
 وجود الجمال الإلاهى  ،
فى جميع الجهات ،  
وفى سائرالموجودات ،
----------------------------------------
 ماهوالسفر الروحى ،
الذى أشار إليه  ،
( شمس الدين ) بقوله : 
( يجب أن تجعل الرحلة ، التى تقوم بها فى 
داخلك ، فإذا سافرت ، فى داخلك ، 
فسيكون بوسعك ، 
إجتياز العالم .....  ) ؟. 
 
  ثانيا :
 نؤكد على القول هنا :
بأن التصور ، هو أساس السفر الروحى 
 حتى ينقلب إلى حقيقة وواقع ،،،
ويصبح العاشق ، فى مقام  :
( مارأيت شيئا ، إلا ورأيت الله فيه )
فمن وصل إلى هذا المقام ،
 فى رحلة العشق المقدس ، 
سوف تتوجه إليه ، الجهات كلها ، 
الشرق والغرب ، واليمين واليسار ، 
والفوق والتحت أيضا ، ،،،
-----------------------------------------
وقد أشار * سلطان العاشقين *
( عمر بن الفارض )
 إلى هذا المقام ، بقوله شعرا :
( وكل الجهات الست ، نحوى توجهت
 بما تم من ، نسك وحج وعمرة
 لها صلواتى بالمقام ، أقيمها
 وأشهد فيها ، أنها لى صلت 
 كلانا مصل ، واحد ساجد إلى
 حقيقته بالجمع ، فى كل سجدة ) 
**** ديوان سلطان العاشقين ص35 ***
---------------------------------
وقد أشار * سلطان العاشقين *
  إلى الآتى : 
 1 - مقام الجمع **
حيث لايمكن الفصل ، بين العاشق ،
 والعشق ، والمعشوق .
*** وهذا المقام ***
لايمكن التعبير عنه ، بلغة الألفاظ ،
ولا تحتويه المعانى ،
وفيه سر خاص بالله ، لايباح ذكره لأحد ،
وإليه الإشارة ، أن النبى الأعظم * 
 محمد * فى رحلة ( المعراج )
وجد حجابا من النور ، فأراد أن  يخترقه ،
 فنادته الملائكة قائلة له :
 توقف يامحمد ، إن ربك يصلى ،،،
----------------------------------
  2 - أما قوله :
 ( وأشهد أنها لى صلت ) 
ففى ذلك إشارة إلى قول الله تعالى :  
(  هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ 
 لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا
 ﴿٤٣﴾ تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ
 وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا ﴿٤٤﴾
؛؛ من سورة الأحزاب ؛؛؛
---------------------------------
وقوله سبحانه :
(  إِنَّ اللَّـهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى 
النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴿٥٦﴾
 ؛؛؛؛ من سورة الأحزاب ؛؛؛؛؛

 فالله يصلى علينا ، بمعنى :  
 أنه يفيض علينا بمحبته ورضاه ،
 ونعمته وعفوه ،،،،، 
 والملائكة تصلى علينا :
 بمعنى أنها تحبنا ،
وتدعو لنا ، وتستغفر لنا ، 
 وهكذا ؛؛؛؛
-------------------------------
  ثالثا : 
 الطرح الروحى ، عند علماء اليوجا *
 وخروج الروح من الجسد ،
  عند أهل المحبة والعشق *
=====================
إن منهج * الحب والعشق *
 يختلف تماما ،  
عن رياضة اليوجا ، 
فالحب والعشق ، يعتمد على رياضات روحية ، 
أساسها التصور ، مصحوبة بذكر المحبوب ، ليس باللسان فقط ،
 بل بالقلب والروح أيضا ،،،،،
 أما الطرح الروحى ،
 عند علماء اليوجا ،  
 فمعناه : خروج الجسم الأثيرى ،
 من الجسد ،،،
وعندنا أن الجسم الأثيرى ، 
هو *الروح المعنوية 
، وليس هو ( سر الروح ) .
 فكل مخلوق له ( روح معنوية )
 وله سر الروح ،،، 
  فاعرف هذا السر ؛؛؛ 
--------------------------------------------
 يقول الشيخ الأكبر : 
( موحى الدين بن عربى ) 
 فى كتابه * الفتوحات المكية * :
 ( ... أدخلنى أبى على * القاضى بن رشد ، قاضى قرطبة *
 بعدما سمع بما فتحه الله علينا ،
 فى الخلوات ،
وأنا بعد ماطر شاربى ( يعنى : أنه كان صغيرا فى العمر )
------------------------------
 قال * الشيخ الأكبر - موحى الدين *:
 فلما رآنى ، قال لى :
 هل وجدتم الأمر عندكم ، فى الكشف ، 
كما أعطاه لنا الفكر والنظر ؟؟؟
 فقلت : نعم ،،،،، لا .
وبين نعم ولا ، تطير الأرواح من موادها ، 
والأعناق من أجسادها ،،،
 فأخذه الإفكل ، وقعد يحوقل ............. )
والمعنى : أن الشيخ الأكبر ،،
قال لإبن رشد : (  نعم تطير الأرواح  من موادها ،والأعناق من أجسادها لا )

فأمسك ( إبن رشد بطنه )
 من صدمة الإجابة ، 
واندهش من هذا القول ،
 وقعد يكرر :
 لاحولولاقوة إلا بالله ؛؛؛
-----------------------------------
وهذه هى عين المسألة ، 
التى أشار إليها القطب : شمس الدين 
 فى القاعدة ،السفرالروحى، 

حيث تترك الروح الجسد ،
 وتسافر حيث شاءت ، 
وتطوف أرجاء العوالم كلها ،
 ثم تعود مرة أخرى إلى الجسد .
-------------------------------
وأنشد ( سلطان العاشقين *
 الشيخ : عمر بن الفارض )
 قائلا : 
( وأسمع أصوات الدعاة ، وسائر
اللغات ، بوقت ، دون مقدار لمحة
وأحضر ماقد عز للبعد حمله 
ولم يرتدد طرفى ، إلى بغمضة
وأنشق أرواح الجنان ، وعرف ما
يصافح أذيال الرياح ، ىبنسمة
وأستعرض الآفاق ، نحوى بخطرة
وأخترق السبع الطباق ، بخطوة )
----------------------------
 نقول : هذا كله ،
 هو تفسير واضح ، للحديث 
القدسى الجليل ، الذى رواه 
( البخارى ، فى الصحيح ، فى باب التواضع )
( ... ولايزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل ، حتى أحبه 
 فإذا أحببته ،
 صرت سمعه الذى يسمع به ، 
وبصره الذى يبصر به ،
 ويده التى يبطش بها ، 
ورجله التى يمشى بها ..)

 الحديث ؛؛؛

ويقول ( الشيخ : أبو محمد روزبهان  المصرى * )
 فى كتابه * عبهر العاشقين ) :

(..العشق:ذروة قاعدةالصفات الإلاهية ، فماوصلتها روح العاشق ،

 إلا واستسلمت للعشق ،
 وكل من صار معشوقا للحق ،
 وعاشقا للحق ، 
لايستطيع النزول ، من تلك الذروة .

وإذا اتحد العاشق والمعشوق ،
 صارا بلون واحد ، 
وعندئذ يصير العاشق حاكم ، 
فى إقليم الحق .
فإذا اتصل العاشق ،
 تحول من الحدوث المحض ، 
ويصبح باطنه ربانيا ،
 ولايتغير من حوادث الدهور 
، وصروف الزمان ، 
وتأثير المكان .فإذا بلغ
 عين الكمال ،
 تزول ستائر الربوبية ..)


ويقول ( الإمام : عبد الكريم الجيلى - فى كتابه الإنسان الكامل ) : 
( ...الإنسان إذا كان الغالب عليه الأمور 
الروحانية ، من دوام الفكر الصحيح ، وإقلال 
الطعام والمنام ، والكلام ، وترك الأمور التى 
تقتضيها البشرية .
فإن هيكله يكتسب اللطف الروحى ، ويخطو على 
الماء ، ويطير فى الهواء ، ولاتحجبه الجدران ، 
ولايقصيه بعد المكان .
ثم تتمكن روحه ، فى محلها لعدم الموانع .... 
فيصير فى أعلى مراتب المخلوقات .
وذلك هو عالم الأرواح المطلقة  ، عن القيود 
الحاصلة بسبب مجاورة الأجسام .
وهو المشار إليه بقوله تعالى :
( إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴿٢٢﴾ 
عَلَىالْأَرَائِكِ يَنظُرُونَ﴿٢٣﴾
 تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ﴿٢٤﴾
 يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ﴿٢٥﴾  
خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ 
الْمُتَنَافِسُونَ ﴿٢٦﴾ ؛؛
  الآيات من سورة المطففين ،،،،
------------------------------------
 قال * الجيلى * :
 (... فإذا ترك الإنسان ، هذه المقتضيات 
المذكورة ، بالروحية والبشرية ، وكان دائم 
الشهود ، للسر الذى منه أصله ....  
 ( يقصد : سر الروح )
إنتقل هيكله وروحه ، من حقيقة البشرية ، إلى 
أوج قدس التنزيه ، وكان الحق سبحانه ، سمعه 
وبصره ، ويده ولسانه ..... )
 قال * فيلسوف الصوفية : الجيلى * :
 ( فإذا نطق لسانه بتكوين شيىء ،
 كان بأمر الله ، وكان مؤيدا بروح القدس ،
 كما قال الله فى حق ( عيسى - عليه 
السلام ) لما كان هذا وصفه : 
( وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ ؛؛؛؛ )
 الآية  87 من سورة البقرة ؛؛؛

=============================================

المقال رقم 11 * مع القاعدة السابعة ؛؛؛؛ : ( لاتنازع الأقدار )


 يقول * شمس الدين التبريزى *
 تقول القاعدة :
 ( لاتحاول أن تقاوم التغييرات ، 
التى تعترض سبيلك .
 بل دع الحياة تعيش فيك ، ولاتقلق 
إذا  قلبت حياتك ،
 رأسا على عقب .
 فكيف تعرف ، بأن الجانب الذى 
اعتدت عليه أفضل ،
 أم الجانب الذى سيأتى ؟ )

-------------------------------
ودائما فى بداية مقالاتى ، 
أضع روابط  مواقعى *** بفضل الله *** 
 ( لى أكبر موقع عالمى ، متخصص فى أسرار الأحجار الكريمة الروحانية )
 طالع 24 مقالا ، فى هذا المجال  الرائع ،، 
على الرابط التالى : 
http://magd506200.blogspot.com.eg/2016/12/blog-post.html
وعموما : 
جميع مواقعى ( 14 موقعا إسلاميا وعالميا )
 على الرابط التالى :
================================
* ندخل الآن ،إلى شرح القاعدة * 
============================================
 فنقول : تحتوى هذه القاعدة ،
 على أربعة أمور أساسية ،
 فى طريق المحبة والعشق ،
 وهى كالآتى : 
 أولا :
* كن مرنا فى مواجهة الأحداث *
=============================================
    تقول الحكمة :*
  
 ( المرونة هى النجاح )
وليس معنى هذا أن يكون المحب سلبيا 
، بل المراد : أن تكون واثقا ، فى 
 محبوبك ؛؛ ( وهو الله )
لأن محبوبك وهو * الله * له القدرة 
المطلقة ، 
والحكمة البالغة ،
 والسلطان الدائم ؛؛؛ 
ولايوجد سلطان إلا سلطانه وحده ، 
سبحانه وتعالى .

---------------------------------------------------------------
( قصة حدثت لذى النون المصرى )

=============================================

يروى  *إسحاق بن ابراهيم السرختى * 
فيقول :(إتهم مجموعة من الفقهاء، 
* ذا النون المصرى * بالزندقة ، 
والكفر ، والإلحاد .
لأنه يتكلم فى المحبة والعشق .
وأرسلوا بلاغا ضده ، إلى الخليفة 
 المتوكل ، فى ( بغداد )
 فأمر بالقبض على ( ذى النون 
المصرى ) وإحضاره أمامه ، 
من ( مصر ،، إلى بغداد )
ورأى الناس القيود ، فى يده ، 
 فاجتمعوا حوله يبكون .
فكان يقول لهم : هذا من مواهب الله 
تعالى ، ومن عطاياه ،
وكل فعاله عذب وجميل ، 
حسن وطيب .
 ثم أنشد قائلا : 
( لك من قلبى المكان المصون 
 كل لوم على ، فيك يهون 
 لك عزم بأن أكون قتيلا 
 فيك ، والصبر عنك ، مالايكون )

فتأمل فى عظمة ، هذا المحب ،
 فهو الشيخ الروحى ، لشهيدة العشق 
المقدس * رابعة * 
ويبدو لى أنه لماوصل إلى ( بغداد)  
وتحدث مع ( الخليفة المتوكل ) 
أطلق سراحه ، فخرج من عنده ،
ليحدث اللقاء بينه وبين * رابعة * 
 فتأمل .

------------------------------
 ومن أقواله : 
( الأنس بالله ، نور ساطع ، والأنس  
بالناس ،سم قاطع .  
الشوق أعلى الدرجات والمقامات ...
وقال أيضا :
 مدار الطريق إلى الله ، 
على ثلاثة أمور  :
 محبة الجليل ، 
وبغض الفانى القليل ،  
واتباع التنزيل ؛؛؛
=============================================
 ثانيا :
(المحب يربط الأحداث بالذات الأحدية )
=============================================
إن الأحداث التى تظهر ، على ساحة 
الوجود ، 
هى مجرد إشارات نحو * المحبوب ،، 
فهو مسبب الأسباب *
واعلم بأن الأسباب والأحداث ، ليس 
ليس لها قيمة فى ذاتها ، 
وإنما قيمتها أنها من * المحبوب *
 فبه ظهرت ، وبه تزول .
وهكذا يجب على * المحب * 
عدم الوقوف مع الأحداث .
لأنها حجاب تمنعه من مطالعة ، جمال 
محبوبه الأحد ؛؛؛
--------------------------------- 
فلا تعترض على الأحداث ، التى  
تواجهك فى رحلةالحب المقدس ،
واعلم  بأن * المحبوب * 
هو المحرك والمسكن ، 
----------------------------

ولا تتحرك ذرة أو تسكن ، إلا بعلمه 
وحكمته ، وإرادته وقدرته .

وأنشدت ( رابعة العدوية ) قائلة :
( لغيرك مامددت يدا
وغيرك لايفيض ندى
وليس يضيق بابك بى 
 فكيف ترد من وردا
ولطفك ياخفى اللطف 
إن عادى الزمان عدا )

---------------------------------
 فالمجبوب سبحانه ،  
يفيض  بالرحمة  ؛؛؛؛
والحكمة والقرب ، والحلم والعلم .
فهو سبحانه * الصمد * 
الذى يقضى حوائج المخلوقات ،
----------------------------------
وهو لايرد من أحبه وطلبه ،
وهو الغنى عما سواه ،
 وهو صاحب اللطف الخفى ،
ولطفه  بأحبابه يسبق الأزمنة ، 
ويسبق المخلوقات ،
اللطف الإلاهى صفة من صفاته سبحانه.
والصفات ليس لها نهاية ،
 من ناحيةالتجليات . 

=============================================
 ثالثا :

* التحرر *الخروج من ( الأنا )
=============================================
فى رحلة المحبة ،
 يترك المحب صفاته ، 
ويخرج من عوائد النفس ،
 ويترك العادات التى نشأ عليها ، 
فى فترة جاهليته .
----------------------------------

وسمعت بعض أهل المحبة  ،،،
يقول : العادة تورث   البلادة .
يقصد : العادات الظلمانية ، 
التى تعودت عليها النفس الأمارة .
----------------------------------
ولكى يتحقق الخروج من ( الأنا )
فإن المحب ، يرتدى صفات *المحبوب * 

----------------------------------
وقد سألوا( تاج العارفين ،الجنيد ) 
فقالوا له : ماهى المحبة ؟؟
 فقال : 
( دخول صفات المحبوب ، على البدل ، 
من صفات المحب )
بدون فصل ولاوصل ،
 ولاقرب ولابعد ، 
 ولاحلول ولااتحاد .

----------------------------------
 مثلما قال * لبيد الشاعر *
( وفى كل شيىء له آية 
 تدل على أنه واحد )
فالوحدانية ، لها تجليات ،
 فى جوهر كل مخلوق .

----------------------------------

ومن هذا الإتجاه *أنشد * الحلاج *:
( أنا من أهوى ، ومن أهوى أنا
 نحن روحان حللنا بدنا
نحن مذ كنا ، على عهد الهوى
 نضرب الأمثال ، فى الناس بنا
 فإذا أبصرتنى ، أبصرته
 وإذا أبصرته ، أبصرتنا
 أيها السائل عن قصتنا
 لو ترانا ، لم تفرق بيننا
 روحه روحى ، وروحى روحه
 من رأى روحين ، حلت بدنا ؟؟

=============================================
 رابعا :
 مراتب الإنسان ، وكيفية التحرر 
=============================================
وقد عرض  ( الشيخ : محمد العطار  )
فى كتابه الجواهر الخمس ؛؛؛
لمراتب الإنسان ، 
ونذكرها هنا بتصرف وإضافات .

  1 - مرتبةالإنسان الشيطان *
---------------------------------------------
 وهذا واضح مع قول الله تعالى :

( وَكَذلِكَ جَعَلنا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَياطينَ 
الإِنسِ وَالجِنِّ ،
 يوحي بَعضُهُم إِلى بَعضٍ زُخرُفَ القَولِ 
غُرورًا ، وَلَو شاءَ رَبُّكَ ما فَعَلوهُ ،
 فَذَرهُم وَما يَفتَرونَ﴿١١٢﴾ ؛؛؛ 
من سورة الأنعام ،،

----------------------------------
 قال قتادة ومجاهد والحسن :

إن من الإنس شياطين ، كما أن من الجن شياطين ،
والشيطان : العاتي المتمرد من كل شيء ،
قالوا : إن الشيطان إذا أعياه المؤمن ،   
وعجز عن إغوائه ، ذهب إلى متمرد من الإنس وهو 
شيطان الإنس ، فأغراه بالمؤمن ليفتنه ؛

 -------------------------------------------
يدل عليه ما روي عن أبي ذر قال :
 قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ):
 " هل تعوذت بالله من شياطين الجن والإنس ؟
 فقلت : يا رسول الله وهل للإنس من شياطين ؟
قال : " نعم ، هم شر من شياطين الجن " .
وقال مالك بن دينار : إن شياطين الإنس أشد علي 
من شياطين الجن ، وذلك أني إذا تعوذت بالله ذهب 
عني شيطان الجن ، وشيطان الإنس يجيئني فيجرني 
إلى المعاصي عيانا ؛؛؛؛

 وعموما : 

الإنسان الذى هو ، فى مرتبة الشيطان ، 
أصبحت صفاته هى صفات الشياطين ، مثل ( الكفر 
والشرك ، والجهل والتعصب الأعمى ، والحماقة ، 
والغرور والتكبر ، والنفاق ،،،
إلى غير ذلك من صفات الشياطين ، 
وهى صفات المرتبة التى هو فيها ؛؛؛

============================================
 2 - مرتبة الإنسان الحيوان :
=============================================
الذى يرتدى الصفات الحيوانية ،
 مثل كثرةالأكل والشرب ، والنوم ، 
والجهل  ، والشهوات الحسيبة ،،،
وغيرها من صفات الحيوانات .
-----------------------------
وعن هذه المرتبة ،،
يقول الله تعالى :
( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ 
أَوْ يَعْقِلُونَ ۚ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ ۖ
 بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44) ؛؛
 من سورة الفرقان ،،،
---------------------------------
 قال (الشيخ: محمد متولى الشعراوى )
 فى تفسيره ، لهذه الآية الشريفة : 
( المعنى : بل أتحسب أن أكثرهم 
يسمعون ،أويعقلون ،،،

أي : لا تعتقد ذلك ولا تظنه ، 
فإنهم لا يسمعون الحق ولا يعقلونه ، 
أي : لايدركونه بعقولهم ،،،
إن هم إلا كأنعام ،
 أي ما هم إلا كالأنعام ، 
 في عدم سماع الحق وإدراكه ،
بل هم أضل من الأنعام ؛؛؛
أي :أبعد عن فهم الحق ،وإدراكه.
-----------------------------------------
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة:
{ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } 
   قال الزمخشري: 
فإن قلت : كيف جعلوا أضل من الأنعام؟
قلت : لأن الأنعام تنقاد لأربابها التي تعلفها 
وتتعهدها،
وتعرف من يحسن إليها ممن يسيء إليها ،،،
وتطلب ما ينفعها، وتجتنب ما يضرها ،
وتهتدي لمراعيها ومشاربها ،
وهؤلاء لا ينقادون لربهم ،
ولا يعرفون إحسانه إليهم ، من إساءة الشيطان 
الذي هو عدوهم.....
وإذا علمت ما دلت عليه هذه الآية الكريمة ، 
فاعلم أن الله بينه في غير هذا الموضع  ،،،
مثل قوله تعالى في سورةالأعراف : 
{وَلَقَدْ ذَرَأْنَالِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الجن 
والإنس  ،  
لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا ،
وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا ، 
وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَآ  ،
 أولئك كالأنعام ،
بَلْ هُمْ أَضَلُّ أولئك هُمُ الغافلون }
[ الأعراف: 179 ]
-----------------------------
وقوله تعالى : 
{ وَمَثَلُ الذين كَفَرُواْ كَمَثَلِ الذي يَنْعِقُ 
بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاءًوَنِدَاءً ،
 صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ } 
الآية 171 من سورة البقرة ؛؛؛؛؛
=============================================
 3 - مرتبة الإنسان الملك *
============================================
وهو المتصف بأوصاف الملائكة ، 
 مثل الشوق إلى الله ، ومحبته ، 
والتواضع لجلال عظمته ،
 ودوام طاعته ، 
والإستغراق فى ذكره وشكره ،
 إلى غير ذلك من الصفات الملائكية ؛؛
-----------------------------------------
ورغم جمال هذه المرتبة ،
 إلاأن المحب والعاشق ، يجب أن يتحرر من هذه الأخلاق 
 ويتصف بأوصاف * محبوبه وحده *
 لأن هذه المرتبة  
هى حجاب تمنعه من مطالعة ،
 جمال المحبوب .
=============================================
* 4 *
 مرتبة الإنسان الشامل للروحانية
========================================== 
 وهنا بداية * العشق المقدس * 
وإشراقات الفناء؛؛
*  ثم يخرج  من هذه الصفات 
 لأنها حجاب على الذات المقدسة
ليفنى فى الذات الأحدية  
 وهنا أعلى درجات الكمال الروحى .
 يقول * الشاعر المعاصر - صلاح عبد الصبور - فى  مسرحيته الشعرية ،  مأساة الحلاج * :
( تأمل ، إن عشقت ، ألست تبغى
 أن تكون شبيه معشوقك ؟؟
 فهذا حبنا لله 
أليس الله نور الكون ؟؟
 فكن نورا كمثل الله )
==================================